الحسد و العين الشريرة (ضربة العين ) - خرافات شعبية

الاب انطونيوس لحدو

الحسد و العين الشريرة (ضربة العين ) - خرافات شعبية
(ما رايكم بهذه العادات؟ اهي خرافة؟ أم حقيقة؟ )
سؤال: لماذا ترفضون وجود الحسد وضربة العين، علما ان العهد الجديد ذكر الحسد والعين ؟
هل توضح لنا ما المقصود منهما ؟
اجاب الاب انطونيوس لحدو
" لانكم بعد جسديون. فانه اذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون حسب البشر " (1كو 3: 3)
الاعتقاد بالحسد متأصل في منطقتنا العربية ، جذوره ضاربة في القدم ، ففي مصر الفرعونية اشتهرت عين حورس بأنها تدرأ الحسد، وفي سومر كانوا يعلقون التمائم على أبواب البيوت للغرض ذاته. ولدرء الحسد قد يُقدم الناس على أمور عجيبة، كأن يطلق بعضهم على أولاده أسماء قبيحة ، فترى أحدهم ينادي أبنه امام الناس "زبالة" ! .. وذلك لكي لا تناله عيون الحاسدين، وهناك من يلبس ولده الصغير ملابس البنات ويطيل شعره، خصوصا عندما يكون الولد جميلا، أو يهمل نظافته حتى ليظن من يراه بأنه متشرد، وشاهدت عدة مرات في سوريا شبابا ورجالا يلبسون القميص الداخلي بالمقلوب!
كل ذلك من أجل إبعاد العين الشريرة.
ومنهم من يمنع المرأة العاقر من دخول منازلهم، لئلا تحسد أطفالهم ولو عن غير قصد منها ! هذه الأمور وغيرها لم تكن غريبة عن مجتمعاتنا في الماضي ، خصوصا فيما يتعلق بالأطفال ، كونهم كانوا يموتون بكثرة لعدم توفر الدواء والطبيب ، وكان هناك اعتقاد راسخ بأن مرض الطفل وموته سببه العين الحاسدة، وحتى في أيامنا هذا فليس من الغريب بأن تسمع أما تردد بغضب وهي تحمل طفلها المريض قائلة: " لقد حسدوه .. بالأمس لم يكن به شيء!" وهناك أمور أخرى قد يقوم بها الناس لحماية أنفسهم من الحسد ، كالرقية وتعليق التمائم ولبس الحجب، وتعليق حذاء قديم خلف السيارة الجديدة، وتلطيخ جدار البيت الجديد بدم الأضحية.
ولعل " الخمسة " التي تكون على شكل يد في وسطها عين زرقاء مفتوحة هي الأشهر فتعلق في البيوت والسيارات وقد تلبس كقلادة، ومنها جاء القول المأثور: "خمسة وخميسة"
البخور والحرمل وسيلة أخرى تستعمل لرد العين الحاسدة، حيث دأبت بعض ربات البيوت على تبخير منازلهن لحماية أحبابهن وهن يرددن: "عين الحسود فيها عود" - تعريف الحسد:
الحسد نوعان أ- سلبي. ب- ايجابي.
أ‌- الحسد السلبي هو تمني زوال النعمة عن الآخرين.
وهو شر لصاحبة، فالحسود يموت كل يوم نفسيا بسبب غيظه، وهذا ينعكس سلبا على صحته وطريقة تعامله مع الآخرين، فيبتعد الناس من رفقته ومصاحبته.
ب- الحسد الايجابي هو الغيرة الحسنة والايجابية لبلوغ هدف ما بمحبة واجتهاد عن طريق المنافسة البنَّاءة أو الاجتهاد ...الخ
وهو جيد لبعض الكسالى أو المتراخين، فيجتهدوا بجد ونشاط دون حقد او كره لبلوغ هدفهم كما بلغها فلان من الناس. - الجسد بمفهوم الكتاب المقدس:
ان عبارة الحسد والعين الشريرة التي ذكرها الكتاب المقدس لا تعني المفهوم الذي يؤمن به بعض الناس في ايامنا هذه كقولهم:
فلان ضربني عين وهيك صار فيني!
فلان افلس وانخرب بيته لأنه فلان حسده وضربه عين! لو صح اعتقاد هؤلاء المؤمنون والمدافعون عن فكرة الحسد لتسابق الافراد والدول لتوظيف اصحاب العيون الحاسدة والشريرة برواتب خيالية من اجل الاستفادة منها في ضرب اقتصاد الدول المعادية او جرها الى الافلاس! أو التخلص من شخص يضايق الدولة او شركة منافسه...الخ
وكان استعان بهم اليهود قديما وحديثا لتدمير المسيحية ومحوها من الوجود!
ولكان اغلب البشر سيصادقون العميان لضمان عدم التعرض لضربة العي والحسد!
وبدوي اسال اصحاب العين والحسد: هل الأعمى مستثنى من هذه الخرافة باعتبار ان الضربة تأتي من العين المبصر؟! احبائي:
ذكر الكتاب المقدس بعص الآيات عن الحسد والعين الشريرة، سأذكر بعضها لان المقصود منها بمفهوم الكتاب المقدس هو واحد في جميع الآيات، فهي لا تعني المفهوم الذي ذكرناه سابقا عن ايمان الناس بالحسد. 1- " واعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة. 20 عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة. 21 حسد قتل سكر بطر وامثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله" (غلا 5: 19- 21) فالحسد هنا هو الحقد الذي لا يريد النجاح لأي انسان وهو من اعمال الجسد، والحقود كتلة من الشر والعمى الروحي. وقد وضع الحاسد بجانب القاتل والبطران وهم لن يرثوا ملكوت الله! 2- "اما قوم فعن حسد وخصام يكرزون بالمسيح واما قوم فعن مسرة " (في 1: 15)
المقصود بالحسد والخصام هنا اليهود الذين قبلوا المسيح (المتهودين ) ولكنهم يؤمنون بضرورة اتباع الاممي للناموس (من غير اليهود) مدة من الزمان قبل ان يتعمد ويصبح مسيحيا.
فالحسد هنا هو العمل بتكبر وتباهي وهو عكس كلمة "مسرة" 3- " وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما. فان كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون " (مت 6: 23)
تعبير العين الشريرة يقصد به الانسان الذي احب العالم كل ملذاته وشهواته لذلك يصبح جسده كله مظلما خاليا من نور القداسة. 4- وفي مثل الفعلة في الكرم قال صاحب الكرم لبعض العمال المتضايقين من الاجر " او ما يحل لي ان افعل ما اريد بما لي. أم عينك شريرة لاني انا صالح "( مت 20: 15)
العين الشريرة هنا هي اشارة للحسد، وقيلت هذه العبارة للعمال الذين حسدوا رب العمل أي تضايقوا منه لأنه اعطى كل العمال نفس الاجر بغض النظر عن من عمل اكثر من الاخرين. وهذه الآية تعزية لمن يتوب عن خطاياه حتى لو جاء متأخرا كاللص اليمين، فالرب سيكافئه مثل القديسين الذين تعبوا كثيرا، وباب التوبة مفتوح دائما. الخلاصة:
عبارة الحسد والعين الشريرة هما مصطلحان كتابيان للدلالة على الحقد والغيرة وتمني زوال النعمة من الاخرين، والحاسد انسان مريض وخاطئ بجاجة للتوبة قبل فوات الاوان.
والرب يبارككم.

.منقول عن صفحة الكنيسة المسيحية الالكترونية